مايابلانيت

27.10.2012       10:41       اليوم 46       لودميلا

 قبل الذهاب إلى المستشفى، وقع بالصدفة في يداي كتيب "الطريق إلى الله". يروى فيه كيف ان شخص تعب من العيش في الفجور والخطايا، توجه إلى الله، "كيفي اجد الطريق لك؟ أعطني علامة! ". ذهب إلى الكنائس، وتغيير الأديان، ولكن في الواقع لم يتغير شيء، كل شيء بقي على حاله. التقى بمسافر وساله عن ما يجب القيام به للتغيير. أجاب المسافر: "اطلب المغفرة، وتب." طلب التوبة لفترة طويلة، عن كل خطايا الماضي، ولكن الحياة لم تتغير، فقط زاد ضغط عبء الخطايا، وكان الرجل يائس تماما. ولكن هنا التقى بمسافر آخر وقال له: "إن الله لا بد ان يغفر لك، عليك فقط ان تؤمن بهذه المغفرة وتتقبلها 

لقد سمعت كلمات مماثلة في السابق، ولكن بعد ذلك احسست وكاني هديت. هذا صحيح! قد غفر لي! في ذلك اليوم كنت في المستشفى، وباول فرصة، أخذت الكتاب المقدس وبدأت في قراءة الصفحة الأولى. لمدة أسبوع وبدأ شيئا ما يحدث لي. تغيرت روحانيا. قبل ذلك الوقت كنت منعزلة وعابسة في كل شيء، وبدأت بالتبسم فجأة، أصبحت اضحك حتى. هذا منذ سنوات لم يحدث. بدأت بالتواصل مع الناس في المستشفى، بعد ان لم اكن اسمح بذلك لنفسي. اصبحت حالتي مفرحة نوعا ما 

انا آسفة لاني استغرقت وقتا طويلا للوصول الى هذا

في عام 2005، رجال شرطة، ضربوني، انا وابني، الذي كان عمره آنذاك 12 سنة، اضطررت لتوقيع بيانات تفيد بانهم ضبطوا معي 5 غرامات من الهيروين. لقد واجهت مثل هذه الإهانة لأول مرة، مع اني في ذلك الحين كنت في القاع. طلبوا مني 500 دولارات، وهذا بالنسبة لي كان يعادل 5 ملايين - مبلغ أسطوري. هربنا من البيت وقمنا بالاختباء ل4 أشهر، في اي مكان متاح، ما دام يمكننا الحصول على المال فيه. لم يكن لدينا أي مكان للذهاب اليه. رجال شرطة زاروا بيتي باستمرار، وكسروا النوافذ والأبواب، معتقدين اني أختبئ في الداخل

وبعد ذلك جاء الخريف. ولم يكن من الممكن قضاء الليل في الشارع. هذا عدا امر الاستحمام وتغيير الملابس. وفي ديسمبر، ومن دون استئذان، تركت ابني مع أقاربي الذين تخلوا عني منذ فترة طويلة ولا يعترفون بي حتى، اما انا فبقيت في الشارع

البرد. الثلوج. عدم وجود المأوى والملابس الدافئة ليلا. كانت الفودكا سبيلي الوحيد للشعور بالدفئ. الأصدقاء القدامى لم يتعرفوا علي. في الحقيقة أنا نفسي كنت ابتعد عنهم. كنت ازور ابني كل يوم، ولكن ما فائدتي له؟ سببت له الألم فقط. تم اخذي خمس مرات الى العناية المركزة، ولكن بعد 3-4 أيام كانوا يطردوني، واذهب مرة أخرى إلى الشارع. عندها كنت اتمنى الموت. كان المخرج الوحيد الذي رايته

ولكن في احد الايام، في الربيع، جاء ولدي غارقا في الدموع. وقال إنهم يحاولون طرده، وأن العمة توبخه كل يوم، وتجبره على القيام بكل شيء في جميع أنحاء المنزل، وتصرخ دائما: فلترجعوا هذا المتطفل الى امه. وبالطبع، لم يكن يذهب إلى المدرسة

حتى ذلك اليوم، ظننت أنه اختفائي سيكون من الأفضل له. هدأته ببعض الوعود، وذهب، احسست عندها اني سانفجر. بعد ان تعودت على عدم وجود العاطفة والدمار، ومن ثم ذهبت إلى بناء ما، ولأربع ساعات بقيت أنتحب، أصرخ بصوت عالي. وافكر الى ماذا سيؤول حال ابني. من يحتاج إليه؟ ماذا بقي امامه؟ المأوى؟ تكرار طريقي؟ لقد كان هذا اكبر خوف في حياتي

في ذلك اليوم تغير شيئ ما في روحي. استيقظت من جديد وبدأت الكفاح من أجل الحياة. كنت محطمة جسديا، بالكاد كنت امشي. وزني كان 37 كغم. في ذلك الوقت، بالنظر الى وجهي، كان يستحيل أن يعطيني اي احد، حتى 10 في المائة، أني سوف أبقى على قيد الحياة

حينها افتتح مستشفى الإيدز الأول في بيشكيك، ذهبي الى هناك، جلست على العتبة ورفضت المغادرة - افعلوا ما تريدون. حاولوا طردي وقالوا إنني في حالة سكر، مع اني منذ ذلك اليوم لم اشرب حتى قطرة واحدة. ذهبت وطلبت النقود من كل من اعرفه، تسولت، وتوسلت الى أصدقائي لاعطائي نقود لشراء الغذاء لأصبح أقوى. ابني – احسن صنعا، عمل مع سائق حافلة، كان يجمع النقود من الركاب، وجلب لي الخبز والسلطة كل يوم، ساعدني بما يستطيع. ومع ذلك، لم يعطني المال. كان يخشى أن اعود للشرب

أعطيت مقابلة لصحيفة عن نفسي، كنت أول من فعل ذلك في قيرغيزستان ووجدتني منظمة جديدة قامت بخطوة في هذا الاتجاه. أخذوني وابني الى سكن اجتماعي. وسجلوني في مستشفى مرتين، ساعدوني في الحصول على شهادة العجز لاتمكن من قبض مبلغ يكفيني لشراء بعض الأغذية (700 سوم*)، عالجوا الالتهاب الرئوي الهوائي لدي تماما، تمكنوا من رفع الهيموجلوبين من 26 إلى المستوى الطبيعي، ابطاوا من عملية تليف الكبد وغيره الكثير من الأمراض التي تخلصت منها

عشنا فيها سنة ونصف حتى تمكنت أخيرا من الوقوف على قدمي. كل شيء اصبح يعتمد علي. كان أمامي وسيلة نظيفة للبدء من الصفر 

أتعلمون، انا اكتب دون التوقف عن البكاء. ولكنها دموع التطهير والامتنان لله على المحن التي اختبرني بها

 

 

*السوم - العملة الوطنية لقيرغيزستان. 700 سوم تعادل حوالي 15 دولار امريكى

  • ارسل إلى فيس بوك
  • ارسل إلى تويتر
  • ارسل إلى لايف إنترنت
  • ارسل إلى لايف جورنال

تعليقات

  • محمد عثمان, 01.11.12, 09:41

    الكل يرجع إلى الله، لكن كثير من الناس يتأخروا

  • إبمان, 31.10.12, 06:08

    الله يعطي فرصة لكل إنسان ليصالح أخطاء حياته، وانت عليك ان تحمد الله على هذه النعمة. لا تخاف من الله، كل إنسان يغلط ومن يؤمن بالله ينبسط في الآحرى

  • مرسي, 30.10.12, 08:01

    كثير هيك

  • marianne, 27.10.12, 11:56

    ربنا يقدر يغير كل انسان وكل تجربة ليها اخر المهم الدرس منها والمهم اكتر استمرارية التوبة - كل ما كانت التجربة مؤلمة ومنهكة كل ما كان الدرس اقوى والشخص نفسه اقوى منها
    لاجل هذا انا ارى ان هذه السيدة حقا قوية وتستطيع ان تفعل المزيد لحياتها ولحياة ابنها