مايابلانيت

المنزل / محمد صالح عبدالله الملكاوي

محمد صالح عبدالله الملكاوي

محمد صالح عبدالله الملكاوي

مستشار وخبير إعلامي. الاردن

الأسئلة

  • ما الوسائل المعلوماتية التي يجب اتخاذها لمكافحة الادمان في عصر الانترنت ونمو المجتمعات الشبكية؟ برأيك، ما الطرق الأكثر فعالية في ايامنا، وكيف على الدولة أن تتصرف لكي تؤثر بنجاح على مريضي الادمان، وإجراء الوقاية بين الأصحاء؟

     لم تعد الطرق التقليدية مجدية في أساليب مكافحة المخدرات؛ في ضوء تطور أساليب التهريب عبر الحدود وداخل الدول والمدن وأقاليمها؛ وذلك بسبب التكنولوجيا الحديثة؛ التي اخترقت كل الحدود الرئيسية والفرعية؛ هذا إلى جانب أن الإدمان أصبح تحدياً مجتمعياً لا تستطيع كثير من الدول السيطرة عليه، بسبب تطور العقلية الإجرامية لدى المُهربين والمُروجين؛ إضافة إلى مشكلتي الفقر والبطالة المُتفشية في كثير من هذه الدول؛ علاوة على عدم كفاية إجراءات الوقاية وعدم مواكبتها للتطورات المُتسارعة في عالم جريمة المخدرات

     الإقتراحات:

    وهذا يستدعي؛ تكثيف الجهود والإجراءات؛ لمحاولة تخفيف مخاطر المخدرات على الدول والمجتمعات والبشر؛ لهذا أرى بأن إجراءات المكافحة العملية يجب أن تتم على محورين رئيسيين؛ هما

          المحور الإقليمي؛ على مستوى الدول المتجاورة؛ من خلال توحيد جهودها في المكافحة؛ وتبادل المعلومات والخبرات؛ بحيث تكون عملية المكافحة هي تكاملية

      المحور الداخلي؛ على مستوى الدولة والمجتمع؛ من خلال الإجراءات الحكومية من جهة، ومنظمات المجتمع المدني والأسرة والجامعات ودور العبادة؛ بحيث تساهم هذه المؤسسات في تحفيز المجتمع ليكون عوناً ورديفاً للجهود الحكومية في المكافحة

    ولكن السؤال المطروح هنا : هل تكفي هذه الأجراءات التقليدية بشقيها الحكومية والمجتمعية في مكافحة المخدرات والتصدي لخطر الإدمان؟

    :الإجابة التي أؤمن بها : لا ... إنها لا تكفي؛ لهذا أقترح الإجراءات التالية

         أعتقد أن طرق مكافحة الإدمان على المخدرات؛ يجب أن تنطلق من معرفة الأسباب التي تقود إلى الإدمان بالدرجة الرئيسية لمحاولة تجنبها؛ لهذا يجب أن نتبنّى بعض قصص النجاح لتكون مرشداً لنا في عملية المكافحة، ويجب أن نعزز أهمية تقدير الشخص التائب؛ واعتباره كالجندي العائد منتصراً من الحرب.

         يجب تفعيل دور المجموعات الشبابية في الجامعات والمجتمع وخاصة في المراكز الشبابية في أن يكونوا خير عون لأي جهود رسمية أو مجتمعية لمكافحة الإدمان؛ والتعامل معهم كشريك في جهود التخطيط والتنفيذ؛ ليكونوا شركاء في تحمّل المسؤولية؛ وليس اعتبارهم بأنهم مجرد وسائل وأدوات للتنفيذ فقط

         توجيه المجموعات الشبابية لاستثمار مواقع التواصل الاجتماعي لتأسيس شبكات شبابية عنكبوتية عابرة للدول والمجتمعات؛ لاستقطاب أكبر عدد من الشباب ليكونوا خير عون على أرض الواقع في مكافحة تهريب المخدرات ومحاربة الإدمان، وخاصة بين فئات الشباب

          أرى أن تأسيس صندوق لدعم الأشخاص التائبين من إدمان المخدرات سيكون خطوة غاية في الأهمية؛ وتوفير فرص عمل تنموية لهم؛ أو تمكينهم من متابعة دراستهم في المدارس والمعاهد والجامعات؛ أو توفير الدورات التدريبية لهم في مختلف المجالات للحصول على حرفة ومهنة، تمكنهم من العيش بكرامة وشرف؛ وحتى نُبعد عنهم تأثير مهربي المخدرات ومروَجيها؛ ويجب تمويل هذا الصندوق من قبل المنظمات الدولية التي تعمل على مكافحة المخدرات

       هناك إبداعات شبابية وطلابية يجب استثمارها في وسائل محاربة إدمان المخدرات؛ والتي أهمها : الرسوم (الكاريكاتير؛ مقاطع الفيديو الكرتونية)؛ والأغاني والمسرحيات والرقصات، وأقترح التواصل إليكترونياً مع المبدعين؛ والاستفادة من إنتاجهم

         أقترح أن يتم الإعلان عن جائزة سنوية لأفضل شخصية نجحت في التصدي لخطر الإدمان على المخدرات؛ واعتباره شخصية العام؛ وتسليط الضوء إعلامياً علية؛ مع تقديم شهادات شرف لعدد من الأشخاص الذين نجحوا في التصدي لخطر الإدمان

          إنتاج مقاطع فيديو قصيرة تتحدث عن مخاطر المخدرات؛ أو عن قصص نجاح؛ وتعميمها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بحيث تتضمن توجيه رسائل مباشرة وغير مباشر لمخاطر المخدرات والإدمان؛ ودورها في تدمير المجتمعات

         من المناسب عمل مسابقة لأفضل مقاطع فيديو مؤثرة، لأن هذا سيسهم في تحفيز الشباب والمنتجين على إنتاج مقاطع مميزة، وتسليم الجوائز في احتفال عام

          يجب أن يكون لدور العبادة (المساجد والكنائس) دور رديف للأسرة (الأب والأم والأشقاء) وللمدرسة والجامعة في مكافحة المخدرات ومحاربة الإدمان عليها؛ خاصة وأن رجال الدين (المحايدين والذين لا يعملون في السياسة) يتمتعون باحترام كبير داخل المجتمع، ويجب أن يكون دور رجل الدين إيجابياً وليس تعنيفياً للأسرة وللشخص المدمن في التصدي لهذه الظاهرة

     

      أعتقد أنه يُفضل استثمار مواهب بعض المدمنين التائبين؛ من خلال تشكيل فرق مسرحية أو غنائية أو رياضية مختلفة وغيرها من الفرق؛ بحيث تقوم هذه الفرق بتقديم عروض مسرحية أو غنائية أو مباريات كرة قدم أو كرة السلة أو أي رياضة أخرى (محلية وإقليمية ودولية)؛ تشعرهم بأنهم جزء مهم في المجتمع، وأن الإدمان هو مجرد مرض وقد شفي منه، بسبب إصراره كإنسان على أن يعود إلى المجتمع عضواً فاعلاً

      أرى أنه من الممكن تأسيس برلمان دولي خاص لمكافحة المخدرات يضم أعضاء من المتطوعين والتائبين لمناقشة التشريعات والإجراءات في الدول؛ ومخاطبة الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني بأفضل السبل لمكافحة المخدرات ومحاربة الإدمان

     يجب التواصل مع النقابات الصحفية والجمعيات الإعلامية في الدول حتى تضع على جداول أعمالها خططاً إعلامية لمكافحة المخدرات.

      تكريم وسائل الإعلام (الصحف؛ المواقع الإليكترونية؛ المحطات الإذاعية والتلفزيونية) التي تركز في برامجها على مكافحة المخدرات والإدمان

      تحفيز الأجهزة الرسمية (وخاصة الأمنية) على تبييض سجل التائبين من الإدمان بعد (3) سنوات مثلاً؛ لضمان انخراطهم بشكل كامل في المجتمع

      وأخيراً؛ أرى أن التعاون الدولي يجب أن يكون شاملاً؛ وتشكيل فرق إقليمية بين الدول المتجاورة؛ تتولى مهمة الترويج للمكافحة ومحاربة الإدمان

     الخاتمة

    إن الإعلام هو الأكثر تأثيراً في مكافحة تهريب المخدرات؛ وبرامج محاربة الترويج والإدمان، لهذا من المناسب عقد مؤتمر إقليمي أو دولي لوضع خطة عمل شمولية في هذا المجال، على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية

                              

                                                                                                                            

     


عواقب الإدمان كيف الإقلاع عن تعاطي المخدرات قصص رعب من حياة مدمنين