مايابلانيت

الأسئلة

• ما الوسائل المعلوماتية التي يجب اتخاذها لمكافحة الادمان في عصر الانترنت ونمو المجتمعات الشبكية؟ برأيك، ما الطرق الأكثر فعالية في ايامنا، وكيف على الدولة أن تتصرف لكي تؤثر بنجاح على مريضي الادمان، وإجراء الوقاية بين الأصحاء؟
  

    أن المعالجة الوقائية أفضل من معالجة الإدمان لاحقاً، وهي تقوم على التزام تعاليم الإسلام في بناء مجتمع قوي متكامل وشخصية سليمة واعية ومتوازنة، وذلك بترسيخ القيم الخلقية لدى الجيل، وبناء جيل يحكّم العقل في تصرفاته، ويتمسك بالقيم، ولا يتمّ ذلك بأسلوب الزجر والنهي والردع، بل عبر نشاطات شبابية تقوم على الحوار والتوعية بأخطار الإدمان من خلال عرض الأفلام الإرشادية، وهي مسؤولية الأهل والمدرسة والمؤسسات الثقافية والاعلامية
  

   - وعن دور وسائل الإعلام فانها مطالبة بتوجيه الشبان من خلال صحافة الناشئة وأدب الأطفال، وتحجم هذه الوسائل عن تبني المواد التربوية المشبوهة... وتقدم لهم نماذج من حياة الأسر السعيدة والمتمسكة بقيمها

                  وعن دور دعاة الإصلاح يجب السعي إلى تمكين المتعلم من قيم دينه، وتعزيز دور الجمعيات والمصلحين الاجتماعيين في محاربة الفساد والمنكرات... فالمصلحون هم عمدة المجتمع في الحفاظ على سلامته واستقراره النفسي بما يملكون من قوة وإرادة وإصرار على تحقيق أهدافهم

  
   وعن دور الأسرة فان واجب الآباء على إدراك مسؤولياتهم في تربية الأبناء ضرورية بمكان، ورعاية الشباب وخلق جو أسري يقوم على تبادل الآراء والحوار والحكمة والإرشاد، وأن تقوم العلاقة بين الأجيال على أساس من التفاهم المتبادل وتقدير الأحوال المحيطة بهم وتطلعاتهم بأسلوب موضوعي لا بالتسفيه والرفض والإنكار، وهو ما يشكل قاعدة التربية السليمة.

   وللمدرسة دور كبير في توعية الأجيال وتوجيههم فهي بيتهم الثاني، فمن واجبها تطوير سبل المراقبة والرعاية النفسية والإرشاد التربوي، وتعزيز إيمان الناشئ بدوره البنّاء في الحياة، ورسم مستقبله على أسس موضوعية وعقلانية، وبخاصة في هذه المرحلة التي تمرّ بها أمتنا، وما جرّه الانفتاح من هزّات عصفت بالاستقرار التربوي في المجتمع العربي
  

   وللأجهزة الصحية دور هام في رعاية الناشئ، يقوم على نشر الوعي الصحي، والوقاية خير من العلاج اللاحق... ومن واجبها تطوير مصحات الإدمان والتماس طرق العلاج الأكثر كفاءة، وإرشاد الناس بالملصقات التي تبرز خطر المخدرات ونتائجها الوبيلة، ومع أن المدمنين جلبوا لأنفسهم التهلكة، فمن حق المجتمع إنقاذهم، وأن تبادر المنظمات إلى توجيه سابق لوقوعهم في براثن الإدمان فتقيهم وتقي المجتمع أخطاره

   ولمنظمات الشباب أهمية بالغة في اقتراح نشاطات صحية سليمة توجه طاقة الشاب للممارسات الصحية وتصرفه عن اجترار خيباته الخاصة، وتصرف طاقاتهم الفائضة، وتحقق طموحاتهم في التفرّد وتحقيق الذات، من ذلك المناشط الرياضية، والأشغال اليدوية في المراكز الصيفية التي تنمي قدراتهم الخلاّقة في الإبداع، والمعسكرات والنوادي الثقافية، والعناية بالبيئة... وتوفير الحصانة الروحية لهم بالتعاليم الإسلامية السامية
  

   ولأجهزة مكافحة المخدرات دور هام في القضاء على مصادر الإدمان، وبخاصة بعد أن استشرت تجارتها وزراعة النبات التي تستخلص منها، ونفوذ عصابات التهريب نفوذاً بات يهدد الدول كلها، وتمتد أذرعه إلى التواطؤ مع هذه الأجهزة تحت إغراء المكاسب الخيالية التي تدرها هذه التجارة... فمن البدهي أن تجهد الدول في اختيار جهاز لمكافحة المخدرات يعلو على الشبهات مدرّب ونزيه وشجاع في مواجهة المروّجين الذين لا يتورعون عن الكسب الحرام، فهم يخوضون حرباً شرسة ليست سهلة... ويتبع ذلك التشدد في العقوبات على المتاجرين، وتمويل أجهزة المكافحة، ومدّها بالقوة والوسائل الناجعة، مع ما يتصل بذلك من دور هذه الأجهزة في نشر ثقافة مكافحة المخدرات والتعاون مع الشعب لضبط أوكار التهريب حرصاً على سلامة المجتمع والأجيال وبخاصة أن عصابات التهريب تملك من أساليب الترغيب والترهيب ما يجعلها في موقع القوة بسبب ما تملك من رساميل خيالية حتى ليستطيع أحد أفرادها أن يسدد بما يملك من مال ديون الدولة الخارجية أحياناً، ولذلك عمدت الدول إلى توثيق «بروتوكولات» واتفاقات عالمية ترعاها الأمم المتحدة، تهدف القضاء على نشر زراعة المخدرات وتصنيعها وتوزيعها. - 23/06/2012 - فاضل مرزي.